فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ
﴿٥٠﴾سورة الرحمن تفسير القرطبي
أَيْ فِي كُلّ وَاحِدَة مِنْهُمَا عَيْن جَارِيَة . قَالَ اِبْن عَبَّاس : تَجْرِيَانِ مَاء بِالزِّيَادَةِ وَالْكَرَامَة مِنْ اللَّه تَعَالَى عَلَى أَهْل الْجَنَّة . وَعَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَالْحَسَن : تَجْرِيَانِ بِالْمَاءِ الزُّلَال إِحْدَى الْعَيْنَيْنِ التَّسْنِيم وَالْأُخْرَى السَّلْسَبِيل . وَعَنْهُ أَيْضًا : عَيْنَانِ مِثْل الدُّنْيَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَة , حَصْبَاؤُهُمَا الْيَاقُوت الْأَحْمَر وَالزَّبَرْجَد الْأَخْضَر , وَتُرَابهمَا الْكَافُور , وَحَمْأَتهمَا الْمِسْك الْأَذْفَر , وَحَافَّتَاهُمَا الزَّعْفَرَان . وَقَالَ عَطِيَّة : إِحْدَاهُمَا مِنْ مَاء غَيْر آسِن , وَالْأُخْرَى مِنْ خَمْر لَذَّة لِلشَّارِبِينَ . وَقِيلَ : تَجْرِيَانِ مِنْ جَبَل مِنْ مِسْك . وَقَالَ أَبُو بَكْر الْوَرَّاق : فِيهِمَا عَنَيَانِ تَجْرِيَانِ لِمَنْ كَانَتْ عَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا تَجْرِيَانِ مِنْ مَخَافَة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ .